يناير 072016
 

:

كان مساءاً جميل .. تظلل سماءه نجيمات وميضها متناغمـ

و كأنها أوركيسترا ضوء متكامله كان موعد ذهابي إلي صالون التجميل ..الثامنة مساءاً ..

موعد محجوز مسبقاً .. ربما ذهبت مبكرة بعض الشئ ..جلست بإستراحة الصالون ..

أنتظر حلول موعدي قلبت بعض مجلات الموضة بملل .. لقت انتباهي ,, تنهدات عميقة

من فــتاة .. ألتفت إليها لـ أجدها

فتاة رائعة الجمال .. حاولت ألا أطيل النظر إليها لمـ تمـر دقيقة .. وصل لمسامعي صوت جوالها

سمعتها تهمهمـ ببعض العبارات ثمـ تعالى صوتها تجهش بالبكاء

و كأنه عويل قلب يتمزق .. تبدت لي كـ طفلة فقدت ذويها ..تتصرف بهستيرية ..

ألقت بجوالها علي الارض .. آلـمـني أن أدعي اللا مبالاة .. حتي بدواعي احترامـ خصوصيتها

اقتربت منها علي مضض و قبل أن ألفظـ أي كلمة مواساة فاجئتني .. جذبتني لأجلس جوارها

و ألقت بنفسها علي صدري تجهش بالبكاء الـمـرير مرت دقائق لـمـ أحسبها ..هدأت من روعها

و ضممتها كأنها و كأنني أعرفها منذ طفولتنا غريب هذا الاحساس .. في لحظات الحزن الشديد

يتقارب الغرباء بشكل يدعو لـ ألف علامة تعجب ! !..إستفاقت من بكاءها .. تمتمت بصوت مـُتعب

أسفه .. كنت علي حافة الانهيار .. و جاءت هذه المكالمة لـ تطعنني بخنجر مسمومـ ,, يقتلني

حاولت أن أجد عبارات لأواسيها بها .. أو ألهيها عمـا أحزنها و قبل أن افتح فاهي

أسترسلت ..

حكايتي أغرب و أكبر من أن يتقبلها أي عقل أو يتحملها قلب بشر تجرأت و فتحت فمي

و قلت لها .. إحكي ,, ربما يكون في هذا راحة لنفسكـ

تبسمت بتعب .. قالت

بدأت الحكاية من أكثر من ثلاث سنوات زميلي بالجامعة يسبقني بعامين دراسيين

.شاب خلوق ..من عائلة ثرية ..

أحبني بجنون و قبل أن أنهي دراستي تقدمـ لطلب يدي

.. والدتي توفاها الله منذ كنت بالخامسة عشر من عمري ..

لي أختُ تصغرني بعامين .. هي الآن في الثانية و العشرين من عمرها

راعيتها بحــنان ..شاركت في تربيتها منذ وفاة والدتي .أعتبرتها أبنتي لا اخت لي

دخل خطيبي بيتنا .. و بعد عامـ واحد من الخطبة تمـ زواجنا

و عـِشنا عامان من أسعد أيامـ عمرنا .. أنعمـ الله علينا بطفلٍ جميل

كنت أعمل لأساعد زوجي و طفلي علي مطالب الحياة بعد أن تخلت أسرته عنه مالياً ..

لرفضهمـ زواجي منه و كانت اختي تساعدني في رعاية بيتي و أبني باوقات غيابي بالعمل

في يومـ دب خلاف بيني أنا و زوجي .. لا أتذكر حتي اسبابه لتفاهتها

غضبت منه و تركت البيت الي بيت والدي و امتدت فترة القطيعة بيننا و بعد غياب اتصل

علي جوالي ليعترف لي انه علي علاقة بأخري و أنه يشعر بالشفقة عليها

لأنها تحبه حد الجنون و يؤكد لي انه لا يحب غيري .. و يتمني عودتي

كان رجوعي بعد اعترافه بعلاقة بأخري صعباً بعد أن أقــر لي أنه علي علاقة كاملة معها ..

و أنهما غارقان في الإثمـ و الزنــا طلبت منه الطلاق .. فأصاب الفزع أبي لطلبي هذا

و رفضه .. أخبرني أنه لا يقبل أن تكون أبنته مطلقة ..و أني يجب أن أعود لزوجي مهما فعل ..

لـمـ يزيدني طلب ابي هذا إلا إصراراً علي طلبي الطلاق زوجي رفض و أصيب بحالات هستيريه

متكررة كـ هذه المرة التي أتي الي بالعمل و أثار ضجة و أخذ يهددني أن لمـ أعود اليه سيعذبني

عذاباً لا يحتمله بشر لمـ أستطيع أن أعود إلي زاني اغضب الله قبل أن يُهينني بخيانة

قبل ان انفصل عنه بعامـ كامل لمـ أستطيع فوجئت به يأتي الى و يخبرني انه سيطلقني

و لكنه ستقدمـ لخطبة أخري بنفس اليومـ لمـ أهتمـ و وافقت و أتي إلينا في بيت أبي

في الموعد الذي حدده و معه المآذون ..قالها أمامـي .. أنتي طالق دارت الدنيا بي ..

و كأني شجرة أقتلعوها من جذورها نسيت كل شئ .. غير أجمل أوقات قربنا لبعضنا البعض

تذكرت حبه و حنانه و دفئه و خوفه علي و تمنيت ساعتها أن أرتمي بين ذراعيه طالبة رضاءه

.
.
و قبل أن تسنح لي فرصة لأتكلمـ

فوجئت به يقول لوالدي و الآن بعد أن طلقت أبنتــكـ الكبرى

هل توافق علي خطبتي لأبنتكـ الصغرى

..
.

و قبل أن استفيق من هذه الصاعقة

فوجئب بـ أبي يبلغه موافقته بالخطبة لأختي ..جريت علي اختي .. سألتها هل توافقين

هل تتزوجين أبو أبني ..قالت نعمـ أنا أحبه من أكثر من عامـ و أتفقنا علي الزواج بعد طلاقكـ منه

.. هنا ..

أنسل العقل مني .. و كأني فقدت السمع ايضا

لمـ أسمع ما هممت به بعدها .. من وقع الصدمة علي نفسي فقط سمعت نهاية جملتها ..

حين أخبرتني

أن المكالمة الأخيرة التي تسببت لها في كل هذا البكاء

كانت من طليقها يخبرها أن بعد يومين زفافه بأختها ….

.

” قصة حقيقة و قد سردت تفاصيلها بكل أمانة “
.

.
هـ م ـس

 Posted by at 12:40 م

Sorry, the comment form is closed at this time.