يناير 072016
 

فراشة الأحلامـ و سراب الضوء

على قارعة الطريق

باغتها مفترق .. وقعت من حقيبتها البوصلة و خرائط الأمل

و بقيت ساعة معصمـ تلف رسغها كـ قيد حديدي

تُـذكرها بأنها جارية تتبع من أهداها القيد

تترنح مشدوهة النظر لا تعرف الى أي منعطف تتجهـ

و شريط الذكريات يمر كـ قطار سريع

لا تكاد ترى شئ .. سوى ضباب يغلف كل الدروب

بالأمس كانت حبيبة .. عاشت أجمل حلمـ، .. توجهـُ خاتمـ الخطبة

و زينة الفرح .. , ابتسامة عيونهـ التي وعدتها بـ جنة لا بيت

و قبل ان تستفيق من نشوة أشهر الزواج الأولي

كان يسبها بالاهل .. يهجرها بالاسابيع .. و لا تفوتهـ فرصة الا و اغتنمها

لـ يبث سمومـهـ بلاذع الكلِمـ

يزعزع ثقتها بجمالها الذي شهد الجميع بهـ لها

مر اقل من عامـ و اهاناتهـ تزداد

و محاولاتها المستميتة في استمالة قلبهـ من جديد

تتضاعف كأنها تظن بهـ مس من شيطان تحاول ان تتغلب عليهـ

بمضاعفة الاحتمال لكل ما يقول و يفعل

و مر عامـ أخر فـ كان بين يديها طفل.. حينها اكتملت المصائب

فـ أدارت لها السعادة الظهر

بدأ شريكـ حياتها في الغياب عن البيت ثمـ تغيرت فيهـ نبرات الصوت

أصبحت أنواع السِباب أسماءها التي بها يناديها ..

و العراكـ على كل صغيرة و كبيرة

و قبيل مناسباتهمـ كـ عيد زواج او ميلاد طفل يفتعل مشكلة

ليتركـ لها البيت و يغيب بالايامـ و لا يخبرها.. لماذا و أين .

بعد عامين توقفت تفكر .. ماذا فعلت أنا لأستحق هذا التغيير ؟

لماذا صار بخيلاً مُقطر في كل شئ حتى بـ عاطفتهـ على ّ

و رحمتهـ حتى على ولدهـ

رغمـ ان ابنهـ ولِد مريض بمرض عضال .

يسمونهـ الاطباء نقص اوكسجين بالمخ.. أورث الطفل ارتخاء في العضلات

فلا يستطيع ان يرفع رقبتهـ او يحركـ اطرافهـ ..

و تغمرهـ تشجنات صرعية اكثر من مرة باليومـ

كانت تشعر احيانا أن هذا غضب من الله عليها .. فـ تستغفرهـ بلا اعتراض

و تحمدهـ على كل حال ..

ما بين مواعيد الاطباء و الحجز مع الطفل بالمستشفى بالاسابيع

ضاعت حياتها ..رافقها الحزن و الدمع بات الصديق

كان قلبها يتمزق حين ترى عذابات صغيرها الذي يعاني بين يديها

ولا يملك الطب لهـ دواء ..ولا تملكـ لهـ سوى الدعاء

منذ فترة أفتعل زوجها مشكل و طردها من البيت بلا سبب

ربما لـ يستريح من عبء مصاريف الطفل و صراخهـ الذي لا ينقطع

عادت للعيش في بيت أهلها

الذين تأففوا من الانفاق عليها و من مرض طفلها

و بعد ان طرقت كل باب من اقاربها و الصحاب

لتتسلف ثمن دواء

او بعض النقود لتحجز طفلها بالمشفى

نصحتها أمها بأن تبحث عن عمل .. ثمـ ..

سأعود لاستكمل قصتها في الجزء الثاني و الاخير منها .

.
.
هـ م ـس

 Posted by at 12:51 م

Sorry, the comment form is closed at this time.